( الحياة في عالم البرزخ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- AsheK WalhaNمؤسس المنتدى
-
عدد المساهمات : 5608
نقاط : 18641
تقييم العضو : 44
تاريخ الميلاد : 21/03/1995
العمـر : 29
{{اللُهم صُلِ ع محٌمد وع آِل محٌمد وعجٌل فرٍٍج قآئٌٍم آل محٌٍِمد }}
((الحياة في عالم البرزخ))
{ القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار !}
تبدأ حياة الإنسان في البرزخ بموته ،وتنتهي بقيام القيامة الكبرى. فأطول مدة في البرزخ يقضيها إنسان مدة هابيل ابن آدم’، وأقصرها لآخر إنسان يموت قبل النفخ في الصور الذي تبدأ به القيامة .
وهذه المدة طبعاً بحسابنا نحن ،لأن البرزخ ليس فيه زمان ولا مسافة كالدنيا . وتبدأ حياة البرزخ بأهوال الموت على العاصين،من قبض الروح،وضغطة القبر، وسؤال منكر ونكير، وعذاب القبر .
ومن رأفة الله تعالى بالإنسانالمؤمن والكافرأنه يرفع عنهماالشعور بالزمن في البرزخ . قال الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ . وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإيمان لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }.(الروم:55-56).
وقال تعالى:{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ}.(الأحقاف:35).
وسئل الإمام محمد الباقر(علية السلآم ) : (ما الموت؟ فقال: هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة إلا أنه طويل مدته،لا يُنْتَبَهُ منه إلا يوم القيامة ، فمنهم من رأى في منامه من أصناف الفرح ما لايُقَادَرُ قَدْرُه ، ومنهم من رأى في نومه من أصناف الأهوال ما لايقادر قدره. فكيف حال من فرح في الموت ووجل فيه! هذا هو الموت فاستعدوا له ). (الإعتقادات للصدوق/53).
ولايذهب بك الخيال فتتصور أن العذاب على المجرمين سهل لأنه كالمنام ، فإن النائم قد يرى مناماً مهولاً قصيراً ،يبقى مذعوراً منه كل عمره !
وروى المفيد في الإختصاص/349،عن أمير المؤمنين(علية السلآم ) ، قال: ( يُفتح لولي الله من منزله من الجنة إلى قبره تسعة وتسعون باباً، يدخل عليها روحها وريحانها وطيبها ولذتها ونورها إلى يوم القيامة ، فليس شئ أحب إليه من لقاء الله .
قال: فيقول:يا رب عجل عليَّ قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي، فإذا كانت صيحة القيامة خرج من قبره مستورةً عورته ، مسكنةً روعته ،قد أعطي الأمن والأمان، وبشر بالرضوان والروْح والريحان والخيرات الحسان ، فيستقبله الملكان اللذان كانا معه في الحياة الدنيا ،فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه ولا يفارقانه، ويبشرانه ويمنيانه ).
وروىالشيخ الطوسي في التهذيب(1/466) عن الإمام الصادق(علية السلآم ) :(المؤمن إذا قبضه الله تعالىصيَّرَ روحه في قالب كقالبه في الدنيا،فيأكلون ويشربون. فإذا قدم عليهم القادم عرفوهبتلك الصورة التي كانت في الدنيا..لو رأيته لقلت فلان) .
أي أن أهل جنة البرزخ يسألون القادم عليهم من الدنيا عن أقاربهم ومعارفهم ، فإن قال لهم إنه مات ، ولم يأت اليهم عرفوا أنه ليس من أهل الجنة فيقولون: هوى ، هوى !
وسبب معرفتهم للميت أن روحه تلبس بدناً شفافاً يشبه بدنها الأصلي .
وفي الكافي (3/245): (عن أبي عبد الله(علية السلآم ) قال:سألته عن أرواح المشركين فقال: في النار يعذبون يقولون: ربنا لاتقم لنا الساعة ،ولا تنجز لنا ما وعدتنا ،ولا تلحق آخرنا بأولنا) .
وفي الكافي(3/244): (عن أبي ولاد الحناط،عن أبي عبد الله(علية السلآم ) قال قلت له: جعلت فداك،يَرْوُون أن أرواح المؤمنين في حواصلطيور خُضْـرٍ حول العرش؟ فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه فيحوصلة طير ،ولكن في أبدان كأبدانهم .
عن يونس بن ظبيان قال:كنت عند أبي عبد الله(علية السلآم ) فقال:ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟فقلت: يقولونتكون في حواصل طيور خضر ،في قناديل تحت العرش . فقال أبو عبد الله(علية السلآم ) : سبحان الله ،المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير. يا يونس إذا كان ذلك أتاه محمد(صلِ الله علية وسلم ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين والملائكة المقربون،فإذا قبضه الله عز وجل صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون ،فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا .
إن أرواح المؤمنين لفي شجرةمن الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون: ربنا أقم الساعة لنا،وأنجز لنا ما وعدتنا ،والحق آخرنا بأولنا..إن الأرواح فيصفة الأجساد في شجرةفي الجنة(وفي رواية: في حجرات في الجنة) تَعَارَفَ وتَسَاءلُ . فإذا قدمت الروح على الأرواحيقال دعوها فإنها قد أفلتت من هول عظيم. ثم يسألونها:مافعل فلان وما فعل فلان؟فإن قالت لهم: تركته حياً ارتجوه وإن قالت لهم: قد هلك . قالوا: قد هوى هوى )!
وتقدم في الفصل الثالث حديث مفصلعن الإمام الصادق(علية السلآم) ، وفيه حقائق مهمة عن تفاوت الروح والبدن في الكثافة والشفافية ، وأن لكل منهما قوانين غير الآخر ، وأنهما إذا انفصلا تصعد الروح الى عالمها . قال(علية السلآم ) : (إنما صار الإنسان يأكل ويشرب بالنار،ويبصر ويعمل بالنور،ويسمع ويشم بالريح ،ويجد طعم الطعام والشراب بالماء،ويتحرك بالروح ، ولولا أن النار في معدته ماهضمتالطعاموالشراب في جوفه . ولولا الريح ما التهبت نار المعدة ولا خرج الثقل من بطنه،ولولا الروح ما تحرك ولا جاء ولا ذهب ، ولولا برد الماء لأحرقته نار المعدة،ولولا النور ما بصر ولا عقل . فالطين صورته ، والعظم في جسده بمنزلة الشجرة فيالأرض،والدم في جسده بمنزلة الماء في الأرض ، ولا قوام للأرض إلا بالماء ، ولاقوام لجسد الإنسان إلا بالدم ،والمخ دسم الدم وزبده . فهكذا الإنسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة، فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض ، لأنه نزل من شأن السماء إلى الدنيا، فإذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت ، ترد شأن الأخرى إلى السماء، فالحياة في الأرض والموت في السماء. وذلك أنه يفرق بين الأرواح والجسد، فردت الروح والنور إلى القدرة الأولى وترك الجسد لأنه من شأن الدنيا). الخ. (علل الشرائع:1/107).
وروى الصدوق في الخصال/119، حديثاً بسند صحيح عندهم:(حدثنا عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري قال: قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(علية السلآم ) :أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت . والساعة التي يقوم فيها من قبره . والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى ، فإما إلى الجنة وإما إلى النار .
ثم قال: إن نجوت يا ابن آدم عند الموت فأنت أنت ،وإلا هلكت .
وإن نجوت يا ابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت ، وإلا هلكت.
وإن نجوت حين يُحمل الناس على الصراطفأنت أنت ،وإلا هلكت.
وإن نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فأنت أنت ،وإلا هلكت .
ثم تلا: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قال:هو القبر . فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا. والله إن القبر لروضةٌ من رياض الجنة ،أو حفرةٌ من حفر النار ).
{ عذاب البرزخ خاص بالمكابرين !}
تحصر أحاديث أهل البيت(عليهم السلآم ) العذاب في البرزخ بمن عرف الحق وجحده وعاند وكابر ،أما الباقون فهم متروكون الى أن تقوم القيامة .
بل ورد أن غير المعاندين تفتح لهم في البرزخ منافذ نعيمبشكل ما على قبورهم .
ففي الكافي (3/246): (عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر(علية السلآم ) قال قلت له: جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد(صلِ الله علية وسلم ) من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال: أما هؤلاء فإنهم في حُفَرهم ولا يخرجون منها ، فمن كان له عمل صالح ولم تظهر منه عداوة،فإنه يُخَدُّ له خَدٌّ(قناة) إلى الجنة التي خلقها الله بالمغرب،فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة، حتى يلقى الله فيحاسب بحسناته وسيئاته ، فإما إلى الجنة وإما إلى النار . فهؤلاء الموقوفون لأمر الله . قال:وكذلك يفعل بالمستضعفين،والبُلْهِ،والأطفال ،وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم ).
وهذا ينسجم مع ماورد عن الأئمة(عليهم السلآم ) في سعة دائرة المرجون لأمر تعالى .
ففي الكافي(2/399):(عن محمد بن مسلم قال:كنت عند أبي عبد الله(علية السلآم ) جالساً عن يساره وزرارة عن يمينه ، فدخل عليه أبو بصيرفقال: يا أباعبدالله ما تقول فيمن شك في الله؟فقال: كافر يا أبا محمد. قال: فشك في رسول الله؟فقال: كافر. قال: ثم التفت إلى زرارة فقال:إنما يكفر إذا جحد).أي إذا أقيم له الدليل ،وكابر .
وفي الكافي (2/382):أن زرارة قال للإمام الباقر(علية السلآم ) : (إنا نمد المطمار . قال: وما المطمار؟ قلت: التِّرّ ( خيط البناء) فمن وافقنا من عَلَوِيٍّ أو غيره توليناه، ومن خالفنا من علوي أو غيره برئنا منه. فقال لي: يا زرارة ،قول الله أصدق من قولكفأين الذين قال الله عز وجل: إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً. أين المُرْجَوْنَ لأمر الله؟ أين الذين خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ؟ أين أصحاب الأعراف . أين المؤلفة قلوبهم) ؟
وفي الكافي (2/405): (عن إسماعيلالجعفي قال: سألت أبا جعفر(علية السلآم ) عن الدين الذي لايسع العباد جهله؟فقال: الدينواسع، ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم ) !
{{ زيارة الميت المؤمن والكافرلأهله}}
وردت أحاديث عديدة في زيارة الميت المؤمن والكافر لأهلهما،ففيالكافي (3/230، و231) عن الإمام الصادق(علية السلآم ) قال:( إن المؤمن ليزور أهله فيرى ما يحب ،ويستر عنه ما يكره. وإن الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويستر عنه ما يحب . قال:ومنهم من يزور كل جمعة،ومنهم من يزور ،على قدر عمله .
وقال(علية السلآم ) :(ما من مؤمن ولا كافر إلا وهو يأتي أهله عند زوال الشمس،فإذا رأى أهله يعملون بالصالحات،حمد الله على ذلك ،وإذا رأى الكافر أهله يعملون بالصالحات كانت عليه حسرة .
عن عبد الرحيم القصير قال قلت له: المؤمن يزور أهله؟ فقال: نعم يستأذن ربه فيأذن له ،فيبعث معه ملكين فيأتيهم في بعض صور الطير يقع في داره ،ينظر إليهم ،ويسمع كلامهم.
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن الأول(علية السلآم ) :يزور المؤمن أهله؟فقال: نعم . فقلت: في كم؟قال: على قدر فضائلهم ،منهم من يزور في كل يوم ،ومنهم من يزور في كل يومين ،ومنهم من يزور في كل ثلاثة أيام ، قال: ثم رأيت في مجرى كلامه أنه يقول: أدناهم منزلة يزور كل جمعة قال قلت: في أي ساعة؟ قال عند زوال الشمس ،ومثل ذلك . قال قلت: في أي صورة؟قال: في صورة العصفور أو أصغر من ذلك ،فيبعث الله تعالى معه ملكاً فيريه ما يسره ويستر عنه ما يكره ،فيرى ما يسره ويرجع إلى قرة عين .
قال(علية السلآم ) :في صورة طائر لطيف،يسقط على جدرهم ويشرف عليهمفإن رآهم بخير فرح،وإن رآهم بشر وحاجة ،حزنواغتم ) .
أقول: يفهم منه أنه يزورهم على صورة طائر شفاف ليس من نوع الطيور المعروفة ، فهو غير قابل للرؤية العادية ، إلا لمن له بصيرة خاصة . وقدرة الروح أن تتخذ شكل طائر شفاف له عقل إنسان ، يدل على إمكاناتها الكبيرة في حياة البرزخ .
ويفهم منه أن معاصيهم تُستر عنه، لكنه يعرف أنهم يعملون الصالحات أو الطالحات . كما يعرف حالتهم المادية ،وهل هم في سعة أو ضيق: (وإن رآهم بشر وحاجة،حزن واغتم) وإذا اغتم لهم فقد يدعو الله أن يرزقهم ويوسع عليهم ، فيستجيب الله له .
وهذا يعني أن بعض الناس يعيشون في سعة ،ببركة أمواتهم .
نسآلكم خالص الدعاء ..
تحيااااااااتي@
نقلته لكم من موقع ثاني لانه اعجبني
((الحياة في عالم البرزخ))
{ القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار !}
تبدأ حياة الإنسان في البرزخ بموته ،وتنتهي بقيام القيامة الكبرى. فأطول مدة في البرزخ يقضيها إنسان مدة هابيل ابن آدم’، وأقصرها لآخر إنسان يموت قبل النفخ في الصور الذي تبدأ به القيامة .
وهذه المدة طبعاً بحسابنا نحن ،لأن البرزخ ليس فيه زمان ولا مسافة كالدنيا . وتبدأ حياة البرزخ بأهوال الموت على العاصين،من قبض الروح،وضغطة القبر، وسؤال منكر ونكير، وعذاب القبر .
ومن رأفة الله تعالى بالإنسانالمؤمن والكافرأنه يرفع عنهماالشعور بالزمن في البرزخ . قال الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ . وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإيمان لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }.(الروم:55-56).
وقال تعالى:{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ}.(الأحقاف:35).
وسئل الإمام محمد الباقر(علية السلآم ) : (ما الموت؟ فقال: هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة إلا أنه طويل مدته،لا يُنْتَبَهُ منه إلا يوم القيامة ، فمنهم من رأى في منامه من أصناف الفرح ما لايُقَادَرُ قَدْرُه ، ومنهم من رأى في نومه من أصناف الأهوال ما لايقادر قدره. فكيف حال من فرح في الموت ووجل فيه! هذا هو الموت فاستعدوا له ). (الإعتقادات للصدوق/53).
ولايذهب بك الخيال فتتصور أن العذاب على المجرمين سهل لأنه كالمنام ، فإن النائم قد يرى مناماً مهولاً قصيراً ،يبقى مذعوراً منه كل عمره !
وروى المفيد في الإختصاص/349،عن أمير المؤمنين(علية السلآم ) ، قال: ( يُفتح لولي الله من منزله من الجنة إلى قبره تسعة وتسعون باباً، يدخل عليها روحها وريحانها وطيبها ولذتها ونورها إلى يوم القيامة ، فليس شئ أحب إليه من لقاء الله .
قال: فيقول:يا رب عجل عليَّ قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي، فإذا كانت صيحة القيامة خرج من قبره مستورةً عورته ، مسكنةً روعته ،قد أعطي الأمن والأمان، وبشر بالرضوان والروْح والريحان والخيرات الحسان ، فيستقبله الملكان اللذان كانا معه في الحياة الدنيا ،فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه ولا يفارقانه، ويبشرانه ويمنيانه ).
وروىالشيخ الطوسي في التهذيب(1/466) عن الإمام الصادق(علية السلآم ) :(المؤمن إذا قبضه الله تعالىصيَّرَ روحه في قالب كقالبه في الدنيا،فيأكلون ويشربون. فإذا قدم عليهم القادم عرفوهبتلك الصورة التي كانت في الدنيا..لو رأيته لقلت فلان) .
أي أن أهل جنة البرزخ يسألون القادم عليهم من الدنيا عن أقاربهم ومعارفهم ، فإن قال لهم إنه مات ، ولم يأت اليهم عرفوا أنه ليس من أهل الجنة فيقولون: هوى ، هوى !
وسبب معرفتهم للميت أن روحه تلبس بدناً شفافاً يشبه بدنها الأصلي .
وفي الكافي (3/245): (عن أبي عبد الله(علية السلآم ) قال:سألته عن أرواح المشركين فقال: في النار يعذبون يقولون: ربنا لاتقم لنا الساعة ،ولا تنجز لنا ما وعدتنا ،ولا تلحق آخرنا بأولنا) .
وفي الكافي(3/244): (عن أبي ولاد الحناط،عن أبي عبد الله(علية السلآم ) قال قلت له: جعلت فداك،يَرْوُون أن أرواح المؤمنين في حواصلطيور خُضْـرٍ حول العرش؟ فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه فيحوصلة طير ،ولكن في أبدان كأبدانهم .
عن يونس بن ظبيان قال:كنت عند أبي عبد الله(علية السلآم ) فقال:ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟فقلت: يقولونتكون في حواصل طيور خضر ،في قناديل تحت العرش . فقال أبو عبد الله(علية السلآم ) : سبحان الله ،المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير. يا يونس إذا كان ذلك أتاه محمد(صلِ الله علية وسلم ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين والملائكة المقربون،فإذا قبضه الله عز وجل صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون ،فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا .
إن أرواح المؤمنين لفي شجرةمن الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون: ربنا أقم الساعة لنا،وأنجز لنا ما وعدتنا ،والحق آخرنا بأولنا..إن الأرواح فيصفة الأجساد في شجرةفي الجنة(وفي رواية: في حجرات في الجنة) تَعَارَفَ وتَسَاءلُ . فإذا قدمت الروح على الأرواحيقال دعوها فإنها قد أفلتت من هول عظيم. ثم يسألونها:مافعل فلان وما فعل فلان؟فإن قالت لهم: تركته حياً ارتجوه وإن قالت لهم: قد هلك . قالوا: قد هوى هوى )!
وتقدم في الفصل الثالث حديث مفصلعن الإمام الصادق(علية السلآم) ، وفيه حقائق مهمة عن تفاوت الروح والبدن في الكثافة والشفافية ، وأن لكل منهما قوانين غير الآخر ، وأنهما إذا انفصلا تصعد الروح الى عالمها . قال(علية السلآم ) : (إنما صار الإنسان يأكل ويشرب بالنار،ويبصر ويعمل بالنور،ويسمع ويشم بالريح ،ويجد طعم الطعام والشراب بالماء،ويتحرك بالروح ، ولولا أن النار في معدته ماهضمتالطعاموالشراب في جوفه . ولولا الريح ما التهبت نار المعدة ولا خرج الثقل من بطنه،ولولا الروح ما تحرك ولا جاء ولا ذهب ، ولولا برد الماء لأحرقته نار المعدة،ولولا النور ما بصر ولا عقل . فالطين صورته ، والعظم في جسده بمنزلة الشجرة فيالأرض،والدم في جسده بمنزلة الماء في الأرض ، ولا قوام للأرض إلا بالماء ، ولاقوام لجسد الإنسان إلا بالدم ،والمخ دسم الدم وزبده . فهكذا الإنسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة، فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض ، لأنه نزل من شأن السماء إلى الدنيا، فإذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت ، ترد شأن الأخرى إلى السماء، فالحياة في الأرض والموت في السماء. وذلك أنه يفرق بين الأرواح والجسد، فردت الروح والنور إلى القدرة الأولى وترك الجسد لأنه من شأن الدنيا). الخ. (علل الشرائع:1/107).
وروى الصدوق في الخصال/119، حديثاً بسند صحيح عندهم:(حدثنا عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري قال: قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(علية السلآم ) :أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت . والساعة التي يقوم فيها من قبره . والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى ، فإما إلى الجنة وإما إلى النار .
ثم قال: إن نجوت يا ابن آدم عند الموت فأنت أنت ،وإلا هلكت .
وإن نجوت يا ابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت ، وإلا هلكت.
وإن نجوت حين يُحمل الناس على الصراطفأنت أنت ،وإلا هلكت.
وإن نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فأنت أنت ،وإلا هلكت .
ثم تلا: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قال:هو القبر . فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا. والله إن القبر لروضةٌ من رياض الجنة ،أو حفرةٌ من حفر النار ).
{ عذاب البرزخ خاص بالمكابرين !}
تحصر أحاديث أهل البيت(عليهم السلآم ) العذاب في البرزخ بمن عرف الحق وجحده وعاند وكابر ،أما الباقون فهم متروكون الى أن تقوم القيامة .
بل ورد أن غير المعاندين تفتح لهم في البرزخ منافذ نعيمبشكل ما على قبورهم .
ففي الكافي (3/246): (عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر(علية السلآم ) قال قلت له: جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد(صلِ الله علية وسلم ) من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال: أما هؤلاء فإنهم في حُفَرهم ولا يخرجون منها ، فمن كان له عمل صالح ولم تظهر منه عداوة،فإنه يُخَدُّ له خَدٌّ(قناة) إلى الجنة التي خلقها الله بالمغرب،فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة، حتى يلقى الله فيحاسب بحسناته وسيئاته ، فإما إلى الجنة وإما إلى النار . فهؤلاء الموقوفون لأمر الله . قال:وكذلك يفعل بالمستضعفين،والبُلْهِ،والأطفال ،وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم ).
وهذا ينسجم مع ماورد عن الأئمة(عليهم السلآم ) في سعة دائرة المرجون لأمر تعالى .
ففي الكافي(2/399):(عن محمد بن مسلم قال:كنت عند أبي عبد الله(علية السلآم ) جالساً عن يساره وزرارة عن يمينه ، فدخل عليه أبو بصيرفقال: يا أباعبدالله ما تقول فيمن شك في الله؟فقال: كافر يا أبا محمد. قال: فشك في رسول الله؟فقال: كافر. قال: ثم التفت إلى زرارة فقال:إنما يكفر إذا جحد).أي إذا أقيم له الدليل ،وكابر .
وفي الكافي (2/382):أن زرارة قال للإمام الباقر(علية السلآم ) : (إنا نمد المطمار . قال: وما المطمار؟ قلت: التِّرّ ( خيط البناء) فمن وافقنا من عَلَوِيٍّ أو غيره توليناه، ومن خالفنا من علوي أو غيره برئنا منه. فقال لي: يا زرارة ،قول الله أصدق من قولكفأين الذين قال الله عز وجل: إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً. أين المُرْجَوْنَ لأمر الله؟ أين الذين خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ؟ أين أصحاب الأعراف . أين المؤلفة قلوبهم) ؟
وفي الكافي (2/405): (عن إسماعيلالجعفي قال: سألت أبا جعفر(علية السلآم ) عن الدين الذي لايسع العباد جهله؟فقال: الدينواسع، ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم ) !
{{ زيارة الميت المؤمن والكافرلأهله}}
وردت أحاديث عديدة في زيارة الميت المؤمن والكافر لأهلهما،ففيالكافي (3/230، و231) عن الإمام الصادق(علية السلآم ) قال:( إن المؤمن ليزور أهله فيرى ما يحب ،ويستر عنه ما يكره. وإن الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويستر عنه ما يحب . قال:ومنهم من يزور كل جمعة،ومنهم من يزور ،على قدر عمله .
وقال(علية السلآم ) :(ما من مؤمن ولا كافر إلا وهو يأتي أهله عند زوال الشمس،فإذا رأى أهله يعملون بالصالحات،حمد الله على ذلك ،وإذا رأى الكافر أهله يعملون بالصالحات كانت عليه حسرة .
عن عبد الرحيم القصير قال قلت له: المؤمن يزور أهله؟ فقال: نعم يستأذن ربه فيأذن له ،فيبعث معه ملكين فيأتيهم في بعض صور الطير يقع في داره ،ينظر إليهم ،ويسمع كلامهم.
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن الأول(علية السلآم ) :يزور المؤمن أهله؟فقال: نعم . فقلت: في كم؟قال: على قدر فضائلهم ،منهم من يزور في كل يوم ،ومنهم من يزور في كل يومين ،ومنهم من يزور في كل ثلاثة أيام ، قال: ثم رأيت في مجرى كلامه أنه يقول: أدناهم منزلة يزور كل جمعة قال قلت: في أي ساعة؟ قال عند زوال الشمس ،ومثل ذلك . قال قلت: في أي صورة؟قال: في صورة العصفور أو أصغر من ذلك ،فيبعث الله تعالى معه ملكاً فيريه ما يسره ويستر عنه ما يكره ،فيرى ما يسره ويرجع إلى قرة عين .
قال(علية السلآم ) :في صورة طائر لطيف،يسقط على جدرهم ويشرف عليهمفإن رآهم بخير فرح،وإن رآهم بشر وحاجة ،حزنواغتم ) .
أقول: يفهم منه أنه يزورهم على صورة طائر شفاف ليس من نوع الطيور المعروفة ، فهو غير قابل للرؤية العادية ، إلا لمن له بصيرة خاصة . وقدرة الروح أن تتخذ شكل طائر شفاف له عقل إنسان ، يدل على إمكاناتها الكبيرة في حياة البرزخ .
ويفهم منه أن معاصيهم تُستر عنه، لكنه يعرف أنهم يعملون الصالحات أو الطالحات . كما يعرف حالتهم المادية ،وهل هم في سعة أو ضيق: (وإن رآهم بشر وحاجة،حزن واغتم) وإذا اغتم لهم فقد يدعو الله أن يرزقهم ويوسع عليهم ، فيستجيب الله له .
وهذا يعني أن بعض الناس يعيشون في سعة ،ببركة أمواتهم .
نسآلكم خالص الدعاء ..
تحيااااااااتي@
نقلته لكم من موقع ثاني لانه اعجبني
- شمعه الامل
-
عدد المساهمات : 805
نقاط : 815
تقييم العضو : 0
يسلمووو إيديك علي طرحك الرآئـع
يعطيكـ ألــف ألــف عــآفيهــ
مـآ ننح ــرم مــن ج ــديدكـ المميز
نـآطرين المــزيــد منــك
لك منــي أجمل تحيـهـ
إح ـترآمي
يعطيكـ ألــف ألــف عــآفيهــ
مـآ ننح ــرم مــن ج ــديدكـ المميز
نـآطرين المــزيــد منــك
لك منــي أجمل تحيـهـ
إح ـترآمي
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى