بديع الزمان الهمذاني >> من مناظرة الهمذاني مع الخوارزمي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
قال لهما الشريف : انسجا على منوال المتنبي :
أرق على أرق ومثلي يأرق
فابتدأ أبو بكر وكان إلى الغايات سباقاً وقال :
فإذا ابتدهت بديهة يا سيدي : فآراك عند بديهتي تتقلق
مالي أراك ولست مثلي في الورى : متموهاً بالترهات تُمخرق
ونظم أبياتاً ثم أعتذر فقال : هذا كما يجيء لا كما يجب ،
فقال البديع : قبلنا عذرك ، لكن رققت بين قافات خشنة ، كل قاف كجبل قاف ، فخذ الآن جزاء عن قرضك ، وأداء لفرضك :
مهلاً أبا بكر فزندك أضيق : وأخرس فإن أخاك حي يرزق
يا أحمقاً وكفاك تلك مصيبة : جربت نار معرتي هل تحرق ؟
فقال له أبو بكر : " يا أحمقاً " لا يجوز فإنه لا ينصرف .
فقال البديع : لا نزال نصفعك حتى ينصرف وتنصرف معه ، وللشاعر أن يرد ما لا ينصرف ، وإن شئت قلت : يا كودناً ، ثم قولك في البيت يا سيدي ، ثم قلت تتقلق مدحت أم قدحت؟
فإن اللفظين لا يركضان في حلبة .
إلى أن ...
قام أبو بكر الخوارزمي وأشار إلى إلى البديع وقال : لأتركنك بين الميمات .
فقال : ما معنى الميمات !؟
فقال : بين مهدوم ، ومهزوم ، ومغموم ، ومحموم ، ومرجوم ، ومحروم .
فقال البديع : لأتركنك بين الهيام والسقام والسام والبرسام والجذام والسرسام .
وبين السينات :
بين منحوس ، ومنخوس ، ومنكوس ، ومعكوس .
وبين الخاءَات :
من مطبوخ ، ومسلوخ ، ومشدوخ ، ، ومفسوخ وممسوخ .
وبين الباءات :
بين مغلوب ، ومسلوب ، ومصلوب ، ومنكوب
فخرج البديع وأصحاب الشافعي يُعظِمونه بالتقبيل والاستقبال ، والإكرام والإجلال ، وما خرج الخوارزمي حتى غابت الشمس ، وعاد إلى بيته وانخذل إنخذالاً شديداً .
------------
المصدر : معجم الأدباء / الحموي
أرق على أرق ومثلي يأرق
فابتدأ أبو بكر وكان إلى الغايات سباقاً وقال :
فإذا ابتدهت بديهة يا سيدي : فآراك عند بديهتي تتقلق
مالي أراك ولست مثلي في الورى : متموهاً بالترهات تُمخرق
ونظم أبياتاً ثم أعتذر فقال : هذا كما يجيء لا كما يجب ،
فقال البديع : قبلنا عذرك ، لكن رققت بين قافات خشنة ، كل قاف كجبل قاف ، فخذ الآن جزاء عن قرضك ، وأداء لفرضك :
مهلاً أبا بكر فزندك أضيق : وأخرس فإن أخاك حي يرزق
يا أحمقاً وكفاك تلك مصيبة : جربت نار معرتي هل تحرق ؟
فقال له أبو بكر : " يا أحمقاً " لا يجوز فإنه لا ينصرف .
فقال البديع : لا نزال نصفعك حتى ينصرف وتنصرف معه ، وللشاعر أن يرد ما لا ينصرف ، وإن شئت قلت : يا كودناً ، ثم قولك في البيت يا سيدي ، ثم قلت تتقلق مدحت أم قدحت؟
فإن اللفظين لا يركضان في حلبة .
إلى أن ...
قام أبو بكر الخوارزمي وأشار إلى إلى البديع وقال : لأتركنك بين الميمات .
فقال : ما معنى الميمات !؟
فقال : بين مهدوم ، ومهزوم ، ومغموم ، ومحموم ، ومرجوم ، ومحروم .
فقال البديع : لأتركنك بين الهيام والسقام والسام والبرسام والجذام والسرسام .
وبين السينات :
بين منحوس ، ومنخوس ، ومنكوس ، ومعكوس .
وبين الخاءَات :
من مطبوخ ، ومسلوخ ، ومشدوخ ، ، ومفسوخ وممسوخ .
وبين الباءات :
بين مغلوب ، ومسلوب ، ومصلوب ، ومنكوب
فخرج البديع وأصحاب الشافعي يُعظِمونه بالتقبيل والاستقبال ، والإكرام والإجلال ، وما خرج الخوارزمي حتى غابت الشمس ، وعاد إلى بيته وانخذل إنخذالاً شديداً .
------------
المصدر : معجم الأدباء / الحموي
- KhoDaRy
- عدد المساهمات : 78
نقاط : 78
تقييم العضو : 0
تاريخ الميلاد : 08/07/1997
العمـر : 27
موضوع رائع بوركت
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى