الأصمعي >> من قَصَص الأصمعي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
وقال الأصمعي : حضرت أنا وأبو عبيدة عند الفضل بن الربيع فقال لي : كم كتابك في الخيل ؟ فقلت : مجلد واحد !
فسأل أبا عبيدة عن كتابه فقال : خمسون مجلداً !
فقال له : قم إلى هذا الفرس وأمسك عضواً منه وسمه !
فقال : لست بيطاراً وإنما هذا شيء أخذته عن العرب !
فقال لي : قم يا أصمعي وافعل ذلك !
فقمت وأمسكت ناصيته وجعلت أذكر عضواً عضواً وبلغت حافره !
فقال : خذه !
فأخذت الفرس ؛ قال : فكنت إذا أردت أن أغيظه ركبت ذلك الفرس وأتيته . وقال : كنت عند الرشيد فشرب ماء بثلج فاستطابه فقال : الحمد لله !
ثم قال لي : أتحفظ في هذا شيئاً يا عبد الملك ؟ فقلت : نعم !
وأنشدته :
وشربة الثلج بماء عذب ... تستخرج الشكر من أقصى القلب
شكراً من العبد لنعمى الرب
فقال لي : يا أصمعي !
ما سمع بمثلك !
قلت : فالناس معذورون فيه إذ قالوا إنه يضع فإن هذا الاتفاق لاستحضار الأبيات بعيد فهو إما أن تكون الواقعة قد وضعها وإما أن يكون الشعر ارتجله وهو أعظم . وقال : لا ينبغي للإنسان أن يدخل على الملوك بغير الملح من السعر ؛ فإن الرشيد أعطاني في أبيات أنشدته في ليلة ثلاثة آلاف دينار !
دخلت عليه ليلة فأنشدته :
تزوجت واحدة منكم ... فنكت بشفعتها أربعينا
ونكت الرجال ونكت النساء ... ونكت البنات ونكت البنينا
وأرسلت أيري في داركم ... فطوراً شمالاً وطوراً يمينا
فقال الرشيد : هذا يصل المقطوع ويقيم النائم !
فزدني من هذا المعنى !
فأنشدته :
أما والله لو يلقاك أيري ... قبيل الصبح في ظلماء بيت
لكنت ترين أن السحق زور ... وأن الشأن في هذا الكميت
وقال الأصمعي : وصلت بالعلم وكسبت بالملح . وقال : ذكرت يوماً للرشيد نهم سليمان بن عبد الملك وقلت : إنه كان يجلس وتحضر بين يديه الخراف المشوية وهي كما أخرجت من تنانيرها فيريد أخذ كلاها فتمنعه حرارتها فيجعل يده في طرف حلته ويدخلها في جوف الخروف فيأخذ كلاه !
فقال لي : قاتلك الله فما أعلمك بأخبارهم !
إعلم أنه عرضت علي ذخائر بني أمية فنظرت إلى ثياب مذهبة ثمينة وأكمامها زهكة بالدهن فلم أدر ما ذلك حتى حدثتني بهذا الحديث !
ثم قال : علي بثياب سليمان فنظرنا إلى تلك الآثار فيها ظاهرة فكساني منها حلة . وكان الأصمعي ربما خرج فيها أحياناً فيقول : هذه جبة سليمان !
وكان جد الأصمعي علي بن أصمع سرق بسفوان فأتوا به علي بن أبي طالب فقال : جيئوني بمن يشهد أنه أخرجها من الرحل فشهد عليه بذلك فقطع من أشاجعه فقيل له : يا أمير المؤمنين !
ألا قطعته من زنده ؟ فقال : يا سبحان الله !
كيف يتوكأ كيف يصلي كيف يأكل ؟ فلما قدم الحجاج البصرة أتاه علي بن أصمع فقال : أيها الأمير !
إن أبوي عقاني فسماني علياً فسمني أنت !
فقال : ما أحسن ما توسلت به !
قد وليتك سمك البارجاه وأجريت لك كل يوم دانقين فلوساً ووالله لئن تعديتهما لأقطعن ما أبقاه علي عليك !
فسأل أبا عبيدة عن كتابه فقال : خمسون مجلداً !
فقال له : قم إلى هذا الفرس وأمسك عضواً منه وسمه !
فقال : لست بيطاراً وإنما هذا شيء أخذته عن العرب !
فقال لي : قم يا أصمعي وافعل ذلك !
فقمت وأمسكت ناصيته وجعلت أذكر عضواً عضواً وبلغت حافره !
فقال : خذه !
فأخذت الفرس ؛ قال : فكنت إذا أردت أن أغيظه ركبت ذلك الفرس وأتيته . وقال : كنت عند الرشيد فشرب ماء بثلج فاستطابه فقال : الحمد لله !
ثم قال لي : أتحفظ في هذا شيئاً يا عبد الملك ؟ فقلت : نعم !
وأنشدته :
وشربة الثلج بماء عذب ... تستخرج الشكر من أقصى القلب
شكراً من العبد لنعمى الرب
فقال لي : يا أصمعي !
ما سمع بمثلك !
قلت : فالناس معذورون فيه إذ قالوا إنه يضع فإن هذا الاتفاق لاستحضار الأبيات بعيد فهو إما أن تكون الواقعة قد وضعها وإما أن يكون الشعر ارتجله وهو أعظم . وقال : لا ينبغي للإنسان أن يدخل على الملوك بغير الملح من السعر ؛ فإن الرشيد أعطاني في أبيات أنشدته في ليلة ثلاثة آلاف دينار !
دخلت عليه ليلة فأنشدته :
تزوجت واحدة منكم ... فنكت بشفعتها أربعينا
ونكت الرجال ونكت النساء ... ونكت البنات ونكت البنينا
وأرسلت أيري في داركم ... فطوراً شمالاً وطوراً يمينا
فقال الرشيد : هذا يصل المقطوع ويقيم النائم !
فزدني من هذا المعنى !
فأنشدته :
أما والله لو يلقاك أيري ... قبيل الصبح في ظلماء بيت
لكنت ترين أن السحق زور ... وأن الشأن في هذا الكميت
وقال الأصمعي : وصلت بالعلم وكسبت بالملح . وقال : ذكرت يوماً للرشيد نهم سليمان بن عبد الملك وقلت : إنه كان يجلس وتحضر بين يديه الخراف المشوية وهي كما أخرجت من تنانيرها فيريد أخذ كلاها فتمنعه حرارتها فيجعل يده في طرف حلته ويدخلها في جوف الخروف فيأخذ كلاه !
فقال لي : قاتلك الله فما أعلمك بأخبارهم !
إعلم أنه عرضت علي ذخائر بني أمية فنظرت إلى ثياب مذهبة ثمينة وأكمامها زهكة بالدهن فلم أدر ما ذلك حتى حدثتني بهذا الحديث !
ثم قال : علي بثياب سليمان فنظرنا إلى تلك الآثار فيها ظاهرة فكساني منها حلة . وكان الأصمعي ربما خرج فيها أحياناً فيقول : هذه جبة سليمان !
وكان جد الأصمعي علي بن أصمع سرق بسفوان فأتوا به علي بن أبي طالب فقال : جيئوني بمن يشهد أنه أخرجها من الرحل فشهد عليه بذلك فقطع من أشاجعه فقيل له : يا أمير المؤمنين !
ألا قطعته من زنده ؟ فقال : يا سبحان الله !
كيف يتوكأ كيف يصلي كيف يأكل ؟ فلما قدم الحجاج البصرة أتاه علي بن أصمع فقال : أيها الأمير !
إن أبوي عقاني فسماني علياً فسمني أنت !
فقال : ما أحسن ما توسلت به !
قد وليتك سمك البارجاه وأجريت لك كل يوم دانقين فلوساً ووالله لئن تعديتهما لأقطعن ما أبقاه علي عليك !
- KhoDaRy
- عدد المساهمات : 78
نقاط : 78
تقييم العضو : 0
تاريخ الميلاد : 08/07/1997
العمـر : 27
موضوع رائع بوركت
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى