كيف نأكل ..معلومات يجب أن يعرفها كل إنسان

ربما يسارع بعضكم بالرد قائلاً: نضع الطعام في أفواهنا بأيدينا J









لا .. ليس هذا ما قصدت ولكن قصدت النمط الغذائي الذي نحيا عليه وبه تتحدد حالتنا الصحية، وبالتالي الحالة المزاجية.



قال (الحارث بن كلدة) طبيب العرب يوماً: "المعدة بيت الداء"
ولكم كان دقيقاً وبارعاً في مقولته هذه إلى أبعد الحدود، على الرغم من ضعف
الإمكانيات التكنولوجية في عصره، فإذا تأملت العصر الذي نحيا فيه، وراجعت
الأمراض الأكثر شهرة بين الناس الآن، لوجدت أن معظمها مرتبط بشكل كبير
بنمطنا الغذائي.


فداء
السكري مرتبط بسوء توزيع السكر بالدم، ناتج عن الإكثار من المواد النشوية،
التي ترفع تركيز السكر بالدم، والجلطات ناتجة عن الإكثار من الأطعمة
المحتوية على دهون عالية التشبع، فتؤدي إلى عمل جلطات في الدم، بينما
النقرس ناتج عن الإكثار من أكل اللحوم الحمراء، وضيق الشرايين التاجية ناتج
عن الإكثار من الطعام المحتوى على الدهون المشبعة، وغيرها كثير، لن تستطيع
حصره في هذا المقال وحده.


يقول سلمان الفارسيّ – رضيّ الله عنه – "إن لربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولبدنك عليك حقاً" وقد صدّق رسول الله – صلىالله عليه وسلم – على هذا الحديث قائلاً "صدق سلمان". وكان من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – "اللهم إني أسألك العفو والعافية".


وكما تقول القاعدة الطبية الصحيحة "الوقاية خير من العلاج" دعنا نلق نظرة على حياتنا الغذائية و كيف يجب أن تكون، حتى نستمتع بها حتى آخر يوم من عمرنا.


مم يتكون غذائنا؟


يتكون كل ما نأكله من طعام من 6 مجموعات غذائية رئيسية يتشعب منها مجموعات وتصنيفات أصغر، وتلك الـ 6 كالتالي:-


1- البروتينات Proteins: وتشمل البروتينات الحيوانية المتواجدة في اللحوم والدجاج والسمك والبيض، والبروتينات النباتية المتواجدة في البقوليات مثل الفول.


2- النشويات Carbohydrates:
وهي تشمل النباتات النشوية كلها، مثل الأرز والقمح والبطاطا والمعكرونة،
وكذلك الأطعمة المصنوعة من الحبوب والدقيق. وهي من الأطعمة التي ترفع نسبة
السكر في الدم.


3- الدهون Fats: وتنقسم إلىنوعين:-


أ) دهون حيوانية Animal Fats:
متمثلة في الزبد والسمن المستخرجة من اللبن، وهي من أعلى الدهون نظراً
لاحتوائها على الكوليسترول والكثير من الدهون المشبعة، ويجب الاحتراز منها
قدر الإمكان. من الدهون الحيوانية كذلك، كل الدهون التي تتواجد في اللحوم
التي تأكلها بأي صورة من الصور.


ب) دهون نباتية Vegetable Fats:
مثل زيوت الذرة والزيتون وعباد الشمس، والمكسرات المختلفة، وهي دهون صحية
نوعاً ما أكثر من الدهون الحيوانية، بشرط عدم الإكثار منها لأنها تسبب
زيادة الوزن.


4- الخضروات Vegetables:
من أغنى العناصر وأكثرها ثراءاً بالفيتامنيات والمعادن والأملاح التي تغذي
الجسم وتكسبه المناعة، مثل الكوسا والبطاطس والطماطم والخيار والخص
والجرجير والبامية والفاصوليا الخضراء وغيرها كثير.

تعتبر الخضروات الطازجة (غير المطبوخة) من أصحوأفضل الأطعمة على الإطلاق،
صحياً وإشباعاً، غير أنها تفقد الكثير من خواصها حال تغيير أحوالها عند
طبخها.


5- الفواكه Fruits:
مثلها مثل الخضروات، غنية بالمعادن والأملاح والفيتامينات التي تساعد على
تقوية مناعة الجسم والنمو، غير أنها تزيد عن الخضروات في احتواء بعضها على
نسبة عالية من السكريات،يجب معه أن تلتزم الحذر عند تناولها، بالاقتصاد في
الكمية، أو الرجوع إلى خبير التغذية الذي تتعامل معه.


6- الألبان ومشتقاتها Milk:
كان الممكن أن نضم الألبان إلى الدهون الحيوانية، ولكني فضلت فصلها لكثرة
مشتقاتها وتعدد فوائدها، فمن حيث الضرر على الصحة، يتمثل هذا الضرر في
الألبان كاملة الدسم، بينما الألبان منزوعة الدسم مفيدة للغاية للصحة في
عمليات الهضم للكبار، وبناء العظام للأطفال، وكذلك الوقاية من هشاشة
العظام. من مشتقات الألبان، الجبن بمختلف أنواعه وأصنافه، واللبن الرائب،
واللبن الزبادي، وجميعها يشترك في الخصائص سالفة الذكر.


ماذا نأكل؟


قد
يتصور البعض أنه من المفترض أن نترك نوع من الأنواع السابقة ونقبل على نوع
معين لاحتوائه على فوائد غذائية، ولكن علماء التغذية ينصحون بأنه للمحافظة
على حياة صحية سليمة، يجب أن تأكل من كافة الأنواع السابقة من الطعام، مع
إرشادات محددة متمثلة في الامتناع عن تقليل الأطعمة ذات الدهون المشبعة،
والمحتوية على الكوليسترول، على سبيل المثال.


بعض أنظمة الحمية Diet أو برامج التخسيس Weight LossProgram
تحث على الامتناعالكامل عن عائلة كاملة، أو بعض الأنواع من الأطعمة بدعوى
ضررها على الجسم، ويتناسى أصحاب هذه المقترحات أن الجسم يحتاج إلى كافة
العناصر الموجودة في المجموعات السابقة، وأن لكل عنصر منها دور غذائي معين
يجب الاستفادة منه لتحقيق التكامل الصحي للجسم.


لذلك فإنه – بصفة عامة – يجب عمل دمج بين المجموعات الغذائية الـ 6 السابقة للحصول على غذاء متكامل.


كيف نأكل؟


أولاً: من حيث الاختيار


1- البروتينات:
كلما كان لون اللحم فاتحاً كلما كان صحياً أكثر، فالأسماك والدجاج أفضل من
اللحوم الحمراء، فيُفضل الإكثار منها. وكذلك اللحوم الحمراء الفاتحة اللون
(العجول الصغيرة) أفضل وأكثر صحية من اللحوم الشابة أو الكبيرة.


2- النشويات:
النشويات كلها مفيدة ولا يمكن أن يستغنى عنها الجسم، فهي تساعد على الهضم،
وتمد الدم بالسكر. ولكن الشرط الأساي لتناول النشويات هو عدم الإكثار من
تناولها.


3- الدهون:
يُفضل الابتعاد عن الدهون الحيوانية قدر الإمكان، واستبدالها بالدهون
النباتية المتمثلة في الزيوت النباتية الغنية مثل زيت الزيتون وزيت الذرة،
ولكن بشرط عدم تسخينهم، فالدهون النباتية تتحول من دهون غير مشبعة إلى دهون
مشبعة عند تعريضها للحرارة. كذلك يُفضل الابتعاد عن السمن النباتي تماماً.


4- الخضروات:
الخضروات مفيدة طالما هي طازجة، ولم يتمتغيير الحالة التي هي عليها، فتقل
الفائدة من الخضروات لو تم تسخينها أو تعريضها للحرارة بأي صورة من الصور
.. وتذكر أقول تقل الفائدة ولا تضيع .. فما تزال الخضروات المطبوخة مفيدة،
ولكن بالابتعاد عن المطهي بالطماطم المسبكة، ويُفضل الخضروات المطهوة
بالبخار، حيث أنها لا تقلل كثيراً من فوائد الخضروات. وبالطبع الخضروات
النيئة أعلى فائدة.


5- الفواكه:
جميع الفواكه مفيدة وبعض منها يحرق الدهون ويفيد الجسم بشكل واسع، ولكن
هناك بعضها كذلك عالي السكريات، فيُفضل التقليل من الكمية التي تأكلها من
مثل هذه الأنواع، مثل التين والعنب والبلح والمانجو.


6- الألبان ومشتقاتها: باختصار شديد .. في الألبان ابتعدعن كل ما هو كامل الدسم، واستبدله بما هو منزوع الدسم، أو قليل الدسم.


ثانياً: من حيث الترتيب


1- الفاكهة:
الفواكه هي أول ما يُفضل دخوله المعدة بعدالماء .. لذلك قم بتناول ثمرة أو
ثمرتين من الفاكهة قبل الوجبة الرئيسية بنصف ساعة، وحال الشعور بالجوع بين
الوجبات.


2- الخضروات:
عند الشروع في الوجبة هناك معلومة مهمة ..الجسم يستفيد من أول ما تعطيه له
.. فحينما تبدأ في الأكل يُفضل أن يكون أول طعامك طبق السلطة، المحتوي على
الخضروات الطازجة. خليط الخضروات الطازجة النيئة يحمل الفوائد كاملة
للجسم، وفي نفس الوقت الخضروات تحتوي على الكثير من الألياف التي تعطيك
إحساس بالشبع، فتقلل من كمية الطعام الغير مفيد للجسم والتي قد تتناولها
بدافع الجوع أو الشراهة .. لذلك اجعل طبق السلطة هو الذي تبدأ به على
المائدة.


3- الوجبة الرئيسية:
ثم البدء في الوجبة الرئيسية كيف ماتشتهي مع الوضع في الاعتبار مضغ الطعام
جيداً وببطء قدر الإمكان .. هناك حيلة كنا نمارسها لدى الحمية، وهي أن
نأكل بالشوكة والسكين، لأن الأكل بهما بطيء وممل، هذايساعد على سرعة الشبع،
لأن إشارات الشبع العصبية تكون وقتها قد وصلت إلى المخ.


4- الماء:
شرب الماء يجب أن يكون بعد الطعام بوقت كاف،ليس أقل من ساعة، حتى لا يختلط
الماء بالدهون التي في الطعام، ويسبب عسر هضم مؤقت. كذلك من المفضل شرب
كوب كبير من الماء قبل الشروع في الطعام، لأن هذا يقلل من كمية الطعام التي
تأكلها، ويجنبك السمنة.


الحديث
عن التغذية الصحية حديث لا يمكن حصره في مقال واحد كما أسلفنا، ولكن هذا
المقال يجمع المباديء الأساسية التي تستطيع الاعتمادعليها في نظامك الغذائي
أياً كان.