وفد الله ثلاثة
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
يحتفي كل منا بمن يفِدُ إليه من سفر أو مسافة بعيدة، وأسوتنا في ذلك
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يُكرم الوفود ويحتفي بهم، حتى
إنه أوصى عند موته بذلك، فقال - صلوات ربي وسلامه عليه - : (وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به) أي أعطوهم وأكرموهم، تطييباً لنفوسهم وإعانة لهم على سفرهم، وترغيباً لغيرهم من المؤلفة قلوبهم ونحوهم.
وفي حديث عظيم من أحاديث المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، يحدد فيه وفد
الله على مدار الأزمان، الذين يحظون بإكرام الله وإعانته وفضله، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (وفد الله ثلاثة : الغازي، والحاج، والمعتمر) رواه النسائي في سننه وابن خزيمة في صحيحه.
الوفد هم الضيوف الذين وفِدُوا مسافرين من مكان، والعادة في الوفد أنهم
زوار للملك أو قادمون إلى الملك، ووفد الله هم الغزاة في سبيل الله وزوار
بيته الحرام؛ لأنهم تركوا الأوطان في سبيل الرحمن.
المجاهد في سبيل الله والحاج والمعتمر، تجمعهم علاقة ترك أوطانهم وديارهم، وإقدامهم على ربهم جل وعلا، طمعا في كرمه وجوده وعطائه.
يقول صاحب مرقاة المفاتيح في شرحه لهذا الحديث: "وفد الله ثلاثة أشخاص أو
أجناس: المجاهد مع الكفار لإعلاء الدين، والحاج والمعتمر: المتميزون عن
سائر المسلمين بتحمل المشاق البدنية والمالية ومفارقة الأهلين... ثم قال:
والحاصل أنهم قومٌ معظمون عند الكرماء، ومكرمون عند العظماء، تُعطى
مطالبهم وتُقضى مآربهم".
الغازي في سبيل الله
حث الإسلام على الغزو في سبيل الله، وجعله أفضل من الحج والعمرة، ومن صلاة وصوم التطوع باتفاق العلماء، كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية؛
وذلك لأن نفع الجهاد يكون لفاعله ولغيره في الدين والدنيا، ولأنه مشتمل
على جميع العبادات الظاهرة والباطنة: من محبة الله، والإخلاص له، والتوكل
عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر والزهد، وذكر الله.
ولا يقف الفضل عند هذا الحد، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حثّ على
تجهيز الغزاة، وجعل أجر من جهّز غازيًا أو خلفه في أهله كأجر الغازي في
سبيل الله، فعن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا)
متفق عليه، فإذا فاتتك الفرصة أن تكون غازيًا في سبيل الله لتكون في
ضيافة الله، فلا أقل من أن تساعد الغزاة في سبيل الله، وتخلفهم في أهليهم
بالخير.
الحاج والمعتمر
الحجاج والعمّار وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم، ورغم أن هذا
ليس موطن ذكر فضل الحج والعمرة، إلا أنه يكفينا أن نذكر أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - سُئل: أي العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) رواه البخاري ومسلم.
كما أن الحج يعدل الجهاد في سبيل الله وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به، فعن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: (لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور) رواه البخاري، وكذلك العمرة ثوابها عظيم، كما أن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما.
وإذا كان الحاج والمعتمر قد ترك بلده وتجرد من ملابسه إلا من إحرامه طواعية لله، فإن تلك الشعيرة العظيمة تجمع عبادات كثيرة، منها:
أولاً: تعظيم البيت فإنه من تعظيم الله وشعائره، قال تعالى: {إن
أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام
إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلاً} (آل عمران: 96-97)، وقال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} (الحج: 32).
ثانيًا: تحقيق الألفة والوحدة،
فيجتمع المسلمون على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأوطانهم في صعيد واحد،
يدعون ربًّا واحدًا، ويتوجهون لبيت واحد، فتتوحد الأهداف والغايات، وتصبح
الأمة على قلب رجل واحد.
ثالثًا: موافقة ما توارثه الناس عن
إمام الحنفاء إبراهيم وولده إسماعيل - عليهما السلام -، ودعا إليه محمد -
صلى الله عليه وسلم -، وتذكُّر هذه المواقف والمقامات: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} (البقرة: 127)، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول للناس في حجة الوداع: (قفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم) رواه أبو داود.
رابعًا: إعلان التوحيد الذي بعث
الله به رسله وإظهاره في الأقوال والأفعال، ففي التلبية يقول الحاج: "لبيك
اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك
لك"؛ وقد كان أهل الجاهلية يلبون بالشرك فيقولون: إلا شريكًا هو لك تملكه
وما ملك.
وفي سائر المواقف والمشاعر يتجرد العبد في توحيده وطاعته لله عز وجل
ومتابعته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فيسير ويقف حيث أمره الله، ويحلق
شعره، وينحر أو يذبح هديه حيث أمره الله وشرع له، ويتابع في ذلك كله: رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -.
كل ذلك وغيره يجعل الحجاج والمعتمرين والغزاة هم وفد الله جل وعلا، الذين ينالون كرمه وفضله ورضاه .
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يُكرم الوفود ويحتفي بهم، حتى
إنه أوصى عند موته بذلك، فقال - صلوات ربي وسلامه عليه - : (وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به) أي أعطوهم وأكرموهم، تطييباً لنفوسهم وإعانة لهم على سفرهم، وترغيباً لغيرهم من المؤلفة قلوبهم ونحوهم.
وفي حديث عظيم من أحاديث المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، يحدد فيه وفد
الله على مدار الأزمان، الذين يحظون بإكرام الله وإعانته وفضله، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (وفد الله ثلاثة : الغازي، والحاج، والمعتمر) رواه النسائي في سننه وابن خزيمة في صحيحه.
الوفد هم الضيوف الذين وفِدُوا مسافرين من مكان، والعادة في الوفد أنهم
زوار للملك أو قادمون إلى الملك، ووفد الله هم الغزاة في سبيل الله وزوار
بيته الحرام؛ لأنهم تركوا الأوطان في سبيل الرحمن.
المجاهد في سبيل الله والحاج والمعتمر، تجمعهم علاقة ترك أوطانهم وديارهم، وإقدامهم على ربهم جل وعلا، طمعا في كرمه وجوده وعطائه.
يقول صاحب مرقاة المفاتيح في شرحه لهذا الحديث: "وفد الله ثلاثة أشخاص أو
أجناس: المجاهد مع الكفار لإعلاء الدين، والحاج والمعتمر: المتميزون عن
سائر المسلمين بتحمل المشاق البدنية والمالية ومفارقة الأهلين... ثم قال:
والحاصل أنهم قومٌ معظمون عند الكرماء، ومكرمون عند العظماء، تُعطى
مطالبهم وتُقضى مآربهم".
الغازي في سبيل الله
حث الإسلام على الغزو في سبيل الله، وجعله أفضل من الحج والعمرة، ومن صلاة وصوم التطوع باتفاق العلماء، كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية؛
وذلك لأن نفع الجهاد يكون لفاعله ولغيره في الدين والدنيا، ولأنه مشتمل
على جميع العبادات الظاهرة والباطنة: من محبة الله، والإخلاص له، والتوكل
عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر والزهد، وذكر الله.
ولا يقف الفضل عند هذا الحد، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حثّ على
تجهيز الغزاة، وجعل أجر من جهّز غازيًا أو خلفه في أهله كأجر الغازي في
سبيل الله، فعن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا)
متفق عليه، فإذا فاتتك الفرصة أن تكون غازيًا في سبيل الله لتكون في
ضيافة الله، فلا أقل من أن تساعد الغزاة في سبيل الله، وتخلفهم في أهليهم
بالخير.
الحاج والمعتمر
الحجاج والعمّار وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم، ورغم أن هذا
ليس موطن ذكر فضل الحج والعمرة، إلا أنه يكفينا أن نذكر أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - سُئل: أي العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) رواه البخاري ومسلم.
كما أن الحج يعدل الجهاد في سبيل الله وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به، فعن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: (لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور) رواه البخاري، وكذلك العمرة ثوابها عظيم، كما أن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما.
وإذا كان الحاج والمعتمر قد ترك بلده وتجرد من ملابسه إلا من إحرامه طواعية لله، فإن تلك الشعيرة العظيمة تجمع عبادات كثيرة، منها:
أولاً: تعظيم البيت فإنه من تعظيم الله وشعائره، قال تعالى: {إن
أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام
إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلاً} (آل عمران: 96-97)، وقال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} (الحج: 32).
ثانيًا: تحقيق الألفة والوحدة،
فيجتمع المسلمون على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأوطانهم في صعيد واحد،
يدعون ربًّا واحدًا، ويتوجهون لبيت واحد، فتتوحد الأهداف والغايات، وتصبح
الأمة على قلب رجل واحد.
ثالثًا: موافقة ما توارثه الناس عن
إمام الحنفاء إبراهيم وولده إسماعيل - عليهما السلام -، ودعا إليه محمد -
صلى الله عليه وسلم -، وتذكُّر هذه المواقف والمقامات: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} (البقرة: 127)، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول للناس في حجة الوداع: (قفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم) رواه أبو داود.
رابعًا: إعلان التوحيد الذي بعث
الله به رسله وإظهاره في الأقوال والأفعال، ففي التلبية يقول الحاج: "لبيك
اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك
لك"؛ وقد كان أهل الجاهلية يلبون بالشرك فيقولون: إلا شريكًا هو لك تملكه
وما ملك.
وفي سائر المواقف والمشاعر يتجرد العبد في توحيده وطاعته لله عز وجل
ومتابعته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فيسير ويقف حيث أمره الله، ويحلق
شعره، وينحر أو يذبح هديه حيث أمره الله وشرع له، ويتابع في ذلك كله: رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -.
كل ذلك وغيره يجعل الحجاج والمعتمرين والغزاة هم وفد الله جل وعلا، الذين ينالون كرمه وفضله ورضاه .
- zaid.h.toghoj
-
عدد المساهمات : 87
نقاط : 89
تقييم العضو : 0
شگرآ لمرورگم آلطيپلموضوعي
سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگآلمميز
چزآگ آلله گل خير آخيآلگريم
آلله يعطيگ آلعآفية على آلموضوعآلمميز
پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمتآنآملگ
مآ شآء آلله أپدآع پلآ حدود و پآنتظآر أپدآعآتگآلقآدمة
سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگآلمميز
چزآگ آلله گل خير آخيآلگريم
آلله يعطيگ آلعآفية على آلموضوعآلمميز
پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمتآنآملگ
مآ شآء آلله أپدآع پلآ حدود و پآنتظآر أپدآعآتگآلقآدمة
- ميرو
-
عدد المساهمات : 162
نقاط : 162
تقييم العضو : 0
تاريخ الميلاد : 28/09/1990
العمـر : 34
ما شاء الله سلمت اياديك على موضوك المميز و جعلها في ميزان حسناتك
- koko
-
عدد المساهمات : 218
نقاط : 226
تقييم العضو : 0
تاريخ الميلاد : 13/03/1999
العمـر : 25
جزاك الله كل خير اخي الكريم
- koko
-
عدد المساهمات : 218
نقاط : 226
تقييم العضو : 0
تاريخ الميلاد : 13/03/1999
العمـر : 25
جزاك الله كل خير اخي الكريم
مواضيع مماثلة
» من معجزات الله في القرآن الكريم متجددا يوميا ان شاء الله - سيدنا محمد - صلى الله علي
» حدثنا بحديث.. عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
» ثلاثة أعمال تحرم بدنك على النار فلا تفوتها
» الإعجاز في حديث المفاصل / صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
» تعالوا اخوتي الكرام نهنيء رسول الله بأعياد الميلاد( عفواً يارسول الله)
» حدثنا بحديث.. عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
» ثلاثة أعمال تحرم بدنك على النار فلا تفوتها
» الإعجاز في حديث المفاصل / صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
» تعالوا اخوتي الكرام نهنيء رسول الله بأعياد الميلاد( عفواً يارسول الله)
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى